ساركوزي يعترف بهزيمته ويهنئ الرئيس المنتخب: لن أخوض الانتخابات التشريعية
فاز المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند بالانتخابات
الرئاسية الفرنسية التي جرت امس بنحو 52% من أصوات الناخبين، مقابل 48%
لنيكولا ساركوزي ما سيسمح بعودة اليسار إلى الاليزيه بعد غياب استغرق 17
عاما.
وبذلك يصبح هولاند الرئيس اليساري الثاني بعد فرنسوا ميتران الذي حكم
بين 1981 و1995، مع العلم ان اليسار كان في السلطة بين عامي 1997 و2002 في
اطار صيغة تعايش بين رئيس حكومة يساري ورئيس يميني.
وما هي إلا لحظات قليلة بعد إقفال صناديق الاقتراع، حتى اعترف ساركوزي
بهزيمته أمام هولاند، اذ قال لأنصاره في باريس: «فرنسوا هولاند هو رئيس
الجمهورية، ويجب احترامه»، متمنيا للمرشح الاشتراكي حظا سعيدا.
كما حض ساركوزي مسؤولي حزبه التجمع من اجل حركة شعبية على «البقاء
موحدين»، مؤكدا انه لن يخوض الانتخابات التشريعية في يونيو، وذلك وفق ما
نقل لفرانس برس مشاركون في اجتماع عقد في الاليزيه.
وقال ساركوزي لمسؤولي حزبه «لا تنقسموا، ابقوا موحدين. يجب ان نفوز في
معركة الانتخابات التشريعية. يمكن الفوز فيها. ان نتيجة الانتخابات
الرئاسية مشرفة. لن اخوض هذه المعركة».
وحضرت زوجة الرئيس المنتهية ولايته كارلا بروني ساركوزي اجتماع الاليزيه.
ونقل مسؤولو الحزب اليميني عن ساركوزي وبينهم رئيس الوزراء فرنسوا فيون
ووزير الخارجية الان جوبيه والأمين العام للتجمع من اجل حركة شعبية جان
فرنسوا كوبيه، ان الرئيس «يحتاج الى التقاط أنفاسه».
وعبر القناة الفرنسية الثانية، أشاد كوبيه بانجازات ساركوزي واصفا اياه
بأنه «رئيس استثنائي»، ودعا الى «تعبئة عامة استعدادا للانتخابات
التشريعية».
بدورها، أعربت سيغولين روايال المرشحة السابقة للرئاسة في فرنسا عام
2007 عن «فرح عميق» اثر فوز رفيقها السابق ووالد ابنائها فرنسوا هولاند
بالانتخابات الرئاسية، في حين بكى ابنهما البكر توماس فرحا عندما شاهد
والده على شاشات التلفزيون.
وردا على سؤال للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي قالت روايال التي
كان نيكولا ساركوزي فاز عليها عام 2007 «بإمكان الفرنسيين ان يثقوا به».
من جهته قال توماس «انا متأثر جدا، لقد شاركت في هذه الحملة كما كنت
شاركت في حملة سيغولين روايال والدتي قبلا، الا ان الحملة انتهت هذه المرة
بالانتصار».
واضاف هذا المحامي الشاب البالغ السابعة والعشرين من العمر «سيكون الأمر
قاسيا، نعرف ذلك، الا انني أريد ان استفيد من لحظات الفرح هذه».
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أن انتخاب فرنسوا
هولاند رئيسا جديدا لفرنسا هو حدث تاريخ، وذلك خلال زيارة قصيرة قام بها
للسفارة الفرنسية في برلين، وإذ أبدى ثقته بأن المانيا ستقيم شراكة واسعة
مع فرسا، قال فسترفيلي «نرحب بتعاوننا».
وتنتظر الرئيس الجديد فرنسوا هولاند مهام كثيرة في الأسابيع الأولى
لولايته مثل تعيين رئيس الوزراء وتشكيل حكومة واتخاذ الاجراءات الأولى
العاجلة وزيارة برلين لإعادة التفاوض على المعاهدة الأوروبية اضافة الى
قمتي مجموعة الثماني وحلف شمال الأطلسي في الولايات المتحدة.
ومنذ وقت طويل بالفعل قال هذا الاشتراكي الذي انتخب مساء امس رئيسا
جديدا للفرنسيين «نحن مستعدون، مستعدون للتحرك، ولاتخاذ القرار» مشددا على
ان «التغيير سيبدأ على الفور».
وعلى كل الأحوال سيكون جدول الرئيس الجديد مشحونا جدا. فبعد قليل من
توليه مهام منصبه، ربما اعتبارا من 11 مايو وفقا لمصدر ديبلوماسي وفي كل
الأحوال قبل 16 من الشهر نفسه، سيكون عليه التوجه الى الولايات المتحدة
للمشاركة في اول لقاءاته الدولية في 20 و21 مايو.
وكان فرنسوا هولاند أكد قبل الانتخابات انه لم يتخذ بعد اي قرار بشأن رئيس وزرائه ولا اصحاب المناصب الوزارية الرئيسية.
وقال موضحا «الأمر سيتوقف على مدى الفوز، ومغزاه وضرورة الحصول اثر ذلك
على اغلبية سياسية». وكل ما قاله ان رئيس الحكومة الجديد سيكون شخصا «يعرف
جيدا النواب والحزب لكن يتعين ايضا ان يعرفني جيدا حيث من الأفضل ان نكون
على وفاق».
ويبدو من كلامه هذا انه يستبعد زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري،
التي من المعروف انه لا يتفق معها كثيرا، ويتجه اكثر الى جان مارك ايرو
زعيم كتلة النواب الاشتراكيين ورفيق دربه.
وقد حذر فرنسوا هولاند من انه بعد انتخابه سيعكف على قضية كبرى في
برنامجه وهي اعادة التفاوض على ميثاق الموازنة الأوروبي الذي يريد ان يدرج
فيه النمو.
وقال تمهيدا للقمة القادمة للاتحاد التي ستعقد في بروكسل في 28 و29
يونيو «غداة الاقتراع اذا تحقق لي الفوز سأبعث بمذكرة الى رؤساء الدول
لإعادة التفاوض بشأن المعاهدة».
الناخبون عبر البحار فضلوا هولاند على ساركوزي
أظهرت نتائج أعلنتها شبكة الإذاعة والتليفزيون البلجيكية (آر.تي.بي.إف)،
حصول المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند على تأييد من الناخبين في الأراضي
الفرنسية عبر البحار ـ الذين أدلوا بأصواتهم أمس الأول في الجولة النهائية
من الانتخابات الرئاسية ـ بنسبة أكبر من الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي.
وذكر التقرير أن هولاند حصد أصوات 65% من الناخبين الفرنسيين في منطقة
سانت بيير وميكلون، و68.5% من الناخبين في مارتينيك، و72% من الناخبين في
جوادلوب، و62% من الناخبين في جويانا الفرنسية، و51.5% في سانت مارتين.
وأوضحت شبكة الإذاعة والتليفزيون البلجيكية أن هولاند حقق نتائج أفضل من
سيغولين رويال، الاشتراكية التي خاضت جولة الإعادة أمام ساركوزي أيضا في
انتخابات الرئاسة السابقة عام 2007.
ويبلغ عدد الناخبين الفرنسيين عبر البحار نحو 900 ألف ناخب، وهو ما يمثل
نسبة صغيرة من إجمالي 46 مليون ناخب يحق لهم التصويت في الانتخابات
الرئاسية.