زهرا:طبيعي أن نفكّر بالشخصيات التي هي مثل جعجع لرئاسة الجمهورية
وصف عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان
زهرا مساعد وزيرة خارجية أميركا لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان بـ"صديق
لبنان"، وتمنّى على المحاضرين برفض التدخل الأجنبي الذين انتقدوا زيارته
إلى لبنان وترحيب فريق "14 آذار" به "لو على الأقل يبادرون إلى عدم
المفاخرة بأنهم جنود لدى نظام آخر".
واعتبر زهرا في حوار مع "الوطن القطرية" أن جزءا من زيارة فيلتمان إلى
بيروت "كان يتعلق بتجنيب لبنان تحمّل ارتدادات ما يجري في سوريا"، نافياً
أن يكون قد قدّم النصح خلال الزيارة لأطياف "14 آذار" بضرورة السير بقانون
الـ60 الانتخابي لضمان الأكثرية في انتخابات 2013، مشيرا في هذا الإطار إلى
أن واشنطن "لا تتدخل بالقانون الذي يجب أن تجري على أساسه الانتخابات.
أما عن اعتبار أميركا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع
مرشحها الأول لرئاسة الجمهورية اللبنانية، قال زهرا: "لم نسمع هذا الكلام
حتى الآن ولم نرَ ما يفسره إطلاقا، إلا أنه رأى بأنه طبيعي جدا إذا كنّا
فعلا نريد دولة تقف على قدميها أن نفكّر بالشخصيات التي هي مثل سمير جعجع
لرئاسة الجمهورية"، متمنيا لو يكون جعجع المرشح الأميركي والإيراني
والسعودي في نفس الوقت، واضعا ذلك في إطار حصد إجماع دولي على تسيير بناء
الدولة في لبنان وليس في إطار التدخل الخارجي.
وعلى صعيد متصل، انتقد زهرا الأصوات المشككة بمحاولة اغتيال جعجع، وشدّد
على أن كافة الأجهزة الأمنية أخذتها على محمل الجد وأن "مخابرات الجيش
أخذتها على أكثر من محمل الجد"، مشيراً إلى أن الزهرة الربيعية التي أنقذت
جعجع من رصاصة شريرة "هي رد جميل من الربيع لموقف سمير جعجع من الربيع
العربي".
أما في الموضوع الحكومي، أشار زهرا إلى أن المعارضة تعوّل على "حزب
الله" لإسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وليس على النائب وليد جنبلاط "الذي
نتناغم معه في كل المواضيع باستثناء عملية استمرار الحكومة"، مشدّداً على
أنهم يريدون حكومة تكنوقراط برئاسة ميقاتي وأنه من المبكر الحديث عن رفض
الأخير لهذا الطرح "لأن الحكومة التي نطالب بها يجب أن تتشكل في مطلع عام
2013 وليس اليوم".
وفيما خص القانون الانتخابي قال زهرا إن "القوات اللبنانية" منفتحة على
النسبية على ألا يكون لبنان دائرة واحدة "لأنها ستكون عملية تطبيق فورية
للمثالثة حتى دون الحاجة إلى تعديل اتفاق الطائف"، مشيرا في هذا الإطار إلى
أن "هناك على الأقل 30 نسبية وبالتالي طرح النسبية وكأنها هي عنوان
الإصلاح من قبل بعض الأطراف وتخييرنا بين القبول أو الرفض الفوري ليس أكثر
من عملية ذر للرماد في العيون".
وقد برّر زهرا للرئيس سعد الحريري رفضه للنسبية في ظل السلاح، وفسّر
الرفض في جزء منه على أنه رفض للتقوقع وليس خوفا من خسارة نوابه المسيحيين
وعودته إلى حجمه الفعلي، وفي رد على سؤال عمّا إذا كان الحريري على استعداد
للتخلي عن نوابه المسيحيين أجاب: "عن قسم منهم لا شك"، مضيفا أن "الحريري
ليس على استعداد للتقوقع سنيا كما نحن لسنا على استعداد للتقوقع مارونيا".
وفيما يأتي نص الحوار:
ماذا جاء يفعل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في لبنان؟
- هذه ليست أول زيارة له إلى لبنان. هو مساعد وزيرة الخارجية لشؤون
الشرق الأوسط، وكان سفيرا في لبنان لمدة خمس سنوات، ومتابع للوضع الشرق
أوسطي واللبناني، ونحن من جهتنا نعتبره صديق لبنان لأنه واكب مرحلة انتفاضة
الاستقلال وتعاطف مع شهدائها وكانت مواقفه العلنية والمضمرة تؤيّد السيادة
اللبنانية ومشروع بناء الدولة.
في المرحلة الحالية ثمة أزمة في سوريا متفاقمة جدا نتيجة قمع السلطة
لمطالب الديمقراطية والإصلاح، وبالتالي نعرف تماما أن نظام آل الأسد في
سوريا استخدم لبنان دائما ورقة وساحة ويسعى حاليا إلى تصدير جزء من أزمته
إلى لبنان لإعادة التفاوض على شرعيته وعلى استمراره في السلطة، وبالتالي
نحرص أشد الحرص على عدم تمكين هذا النظام من إعادة الفتن إلى لبنان لتنفيس
مشاكله ونتعاون في هذا الموضوع مع كل أصدقائنا في العالم لتجنيب لبنان
ارتدادات ما يجري.
كلامك يؤكد ما تقوله قوى "8 آذار" بأن جزءا من زيارة فيلتمان كان يتعلق بما يجري في سوريا.
- كان يتعلق بتجنيب لبنان تحمّل ارتدادات ما يجري في سوريا.
ألم تكن استيرادا للأزمة السورية؟
- كلا، لم تكن استيرادا للأزمة السورية أو تدخلا فيها.
قوى "14 آذار" أخذت موقفا مبدئيا وأخلاقيا بدعم حركات تحرر كافة الشعوب
العربية، ورغم ما لديها من تاريخ سلبي مع هذا النظام في سوريا هي في نفس
الوقت تعرف تماما أنه لا يمكنها ولا يجب أن تتدخل بشكل مباشر بما يجري في
الداخل السوري إلاّ على صعيد الدعم المعنوي.
فريق "8 آذار" اعتبر أن ما من أمر سياسي جديد استدعى زيارة فيلتمان
للبنان ويسأل لماذا لا تطلبون منه في "14 آذار" عدم حشر أنفه في الشؤون
اللبنانية طالما أنكم تنادون بلبنان مستقل وسيد؟
- إذا كنا نحن نتعاطى مع قوى إقليمية ودولية ونجتمع مع سياسيين في
الخارجية الأميركية أو الفرنسية أو البريطانية أو السعودية أو القطرية أو
الإماراتية فإننا على الأقل نحاول أن ننسّق مواقف هذه الدول لدعم السيادة
اللبنانية ولم نكن يوما طرفا يتلقى الأوامر من أي دولة خارجية تخالف
المصلحة اللبنانية أو تنال من سيادة لبنان، وبالتالي الذين يحاضرون برفض
التدخل الأجنبي لو على الأقل يبادرون إلى عدم المفاخرة بأنهم جنود لدى نظام
آخر لكان الاستماع إلى رأيهم أهون علينا.
كل التحليلات التي رافقت زيارة فيلتمان تمحورت حول أن الهدف من زيارته
كان إقناع كافة أطياف "14 آذار" بضرورة السير بقانون 1960 الانتخابي لأنه
وحده الذي يستطيع أن يشكّل رافعة تضمن الأكثرية، وحثّكم على إسقاط الحكومة
والمجيء بحكومة تضمن ربح المعركة الانتخابية..
- نحن أكثر من هو معني بهذا المسعى أذأ كان حقيقيا ونؤكد أنه ليس صحيحا.
الولايات المتحدة لا تتدخل بالقانون الذي يجب أن تجري على أساسه
الانتخابات، وهذا الموضوع نحن من يتعاطى فيه ونحن نسعى بشكل حثيث مع
حلفائنا في "14 آذار" للوصول إلى اقتراح قانون انتخابات يطوّر الحياة
السياسية ويؤمّن تطبيق اتفاق الطائف لناحية المناصفة الفعلية مع علمنا
تماما أن من شبه المستحيل أن نجعل 64 نائبا منتخبين من المسيحيين ولكن على
الأقل نرفع عدد الـ 34، 35 إلى 55 أو 60، وبالتالي نحن مع تطوير قانون
الانتخابات لتأمين هذه الناحية، ولذلك نحن منفتحون على النسبية وعلى أي
تعديل يضمن صحة التمثيل وتطبيق الطائف، ونصر في كل طروحاتنا على تشكيل هيئة
مستقلة للإشراف على العملية الانتخابية وإلغاء تبعيتها لوزارة الداخلية
كائنا من كان الوزير، وعلى إيجاد عملية حقيقية وفعلية لاقتراع المغتربين
وألا يبقى الأمر مجرد كذبة، كما نصر على ضرورة تحصين العملية الانتخابية من
تأثير المال والعنف، وطبعا الطرح الأخير مثالي لأننا نعرف أنه ليس
بمقدورنا إجراء انتخابات بغياب السلاح (سلاح حزب الله) ولكن على الأقل نسعى
أن لا يؤثّر هذا السلاح أكثر من المعقول، أي أن يؤثر على أصحابه وليس على
بقية البلد بإنتاج البرلمان اللبناني.
تقول إن "القوات اللبنانية" منفتحة على النسبية..
- نعم.
هل أحرجكم سعد الحريري برفضه القاطع للنسبية؟
- لم يحرجنا أبدا لأننا نتحاور مع تيار «المستقبل» بشكل يومي حول القانون الانتخابي الأفضل..
هل يمكن لسعد الحريري أن يقبل بالنسبية؟
- يوجد على الأقل نحو 30 نسبية وبالتالي طرح النسبية وكأنها هي عنوان
الإصلاح من بعض الأطراف وتخييرنا بين القبول أو الرفض بشكل فوري ليس أكثر
من عملية ذر للرماد بالعيون واستغشام لكل من يفقه بالانتخابات وبالشأن
العام وبالتعاطي السياسي.
النسبية ممكن أن تكون مفيدة إذا ما تم اعتماد 15 دائرة، أما إذا تم
اعتماد دائرة واحدة فستكون النسبية عبارة عن عملية تطبيق المثالثة فورا دون
الحاجة حتى إلى تعديل اتفاق "الطائف"، واللوائح المقفلة دون صوت تفضيلي لا
تجوز إلا بنظام حزبي تام وليس بنظام طائفي علما بأن النسبية بكل حالاتها
تقضي على كل الأطراف المستقلة غير المنتظمة بتكتلات كبرى أو بأحزاب.
مناقشة النسبية يجب أن تجري على أساس أي نسبية يريدون، وعلى هذه الحكومة أن تطرح قانونا واضحا.
هل الحريري مستعد للتخلي عن نوابه المسيحيين؟
- عن قسم منهم لا شك. الحريري ليس على استعداد للتقوقع سُنيا كما نحن لسنا على استعداد للتقوقع مارونيا..
{ ولكن أنتم لا تحصلون على نواب من طائفة أخرى بالمقابل.
- هذا المشكل دعونا نحله نحن والحريري. نحن على ثقة بأن ما جرى في
السابق لناحية عدم قدرتنا على أن نتمثّل كما يجب لن يتكرر، ومشكلتنا ليست
في أن نأخذ من الحريري أو في أن يأخذ الحريري منّا، بل في صحة التمثيل ولا
مشكلة لدينا بنواب مسيحيين في كتل ذات غالبيات طائفية أخرى، ونحن لا نلطم
على وجهنا لأن ميشال موسى في كتلة "التنمية والتحرير"..
ولكن هل نستطيع أن نسمي ذلك انفتاحا وهؤلاء النواب لا يصلون البرلمان بأصوات من يُفترض انهم يمثّلون؟
- هذا ما نحاول تصحيحه.. ما نجرّب فعله هو أن نحترم الطائف لجهة صحة
التمثيل وهذا لا يجب أن يعيدنا إلى التقوقع المذهبي، وسنحاول قدر الإمكان
أن تأتي كل طائفة بنوابها، ولكن بالواقعية المطلقة أقول إن تكبير الحجر من
كل الأطراف يدل على أننا سوف "نكربج" في مكاننا مع أننا في حزب "القوات" لا
نريد ذلك وننتفض عليه بدءا من دكتور جعجع.
من يريد الإبقاء على قانون الـ 60؟
- أنا برأيي الكل يقولون إنهم لا يريدونه..
من لا يريده فعليا؟
- فعليا لا يمكن معرفة مواقف الأطراف. كلنا نتذكر أن عام 2009 من اعتبر
أن قانون الـ 60 يعيد الحق للمسيحيين هو "التيار الوطني الحر" الذي وصل
بطرحه اليوم إلى دائرة واحدة ونسبية وهذا دليل على عدم إيمانه بشعبيته
واللجوء إلى حلفائه لإعادة تعويمه سياسيا.
ألا يقول لكم الحريري من خلال ربطه لقانون النسبية بالسلاح ما هو لكم لي ولكم وما هو لي لي وحدي؟
- هذا منطقه لرفض النسبية في ظل السلاح والذي هو مبرر تماما..
لماذا ربط الحريري القانون النسبي دون سواه بسلاح "حزب الله"؟ ألا يعني ذلك أن المشكلة بالنسبة للحريري بالقانون وليست بالسلاح؟
- السلاح يجب أن يكون مرفوضا في أي انتخابات لأنه عنصر معوّق
للديمقراطية بكل الحالات، ولكن عندما تعتمد النسبية لا تعود الغالبية
المطلقة بأي دائرة انتخابية تأتي بكل النواب، فيصبح بمقدور السني المعارض
لتيار "المستقبل" في طرابلس أن يتمثّل، ويصبح بمقدور الجميع في جبل لبنان
وفي الشمال أن يتمثّلوا وكذلك في بيروت، ونحن تناسبنا النسبية بحيث يصبح من
المؤكد لحزب "القوات اللبنانية" فوق الـ 12 نائبا في البرلمان بأي قانون
نسبي، ولكن في نفس الوقت لا نستطيع أن نحلم بالمشاركة لا في الجنوب ولا في
مناطق البقاع التي يسيطر عليها السلاح ولا في ضواحي بيروت التي فيها مناطق
أمنية لأنه لن يسمح للأقليات لا بالترشح ولا بالتعبير عن نفسها وبذلك ما
لكل الناس يصبح لهم ولأصحاب السلاح وما لأصحاب السلاح يبقى لأصحاب السلاح،
إذ في الوقت الذي سيتنوع فيه التمثيل في سائر المناطق اللبنانية ستبقى
حصرية التمثيل لأصحاب السلاح في مناطق سيطرة السلاح.
بالانتقال من الملف الانتخابي إلى الملف الحكومي، هل لديكم قدرة كافية على إسقاط الحكومة؟
- نحن لا ننوي إسقاط الحكومة الآن ولن نلجأ إلى الشارع رغم نية بعض
الحلفاء بالدعوة إلى مواجهة الحكومة لإسقاطها. نحن نرى أن هذه الحكومة
عمليا ساقطة أصلا ولكن إمكانية تشكيل بديل عنها باستثناء موافقة أطرافها
على تشكيل حكومة تكنوقراط حيادية كي يخففوا العبء عن انفسهم لأنهم يعلمون
جيدا مدى فشلهم..
أي أنكم تعولون بالدرجة الأولى على النائب وليد جنبلاط.
- نعوّل على "حزب الله" وليس على وليد جنبلاط..
وهل سيفرط "حزب الله" عقد هذه الحكومة كي يقدّم لكم حكومة جديدة؟
- لن تكون لنا الحكومة الجديدة. نحن نقول بحكومة تكنوقراط حيادية ونقترح أن تكون برئاسة الرئيس ميقاتي..
ولكنه رفض.
- من المبكر جدا الحديث عن رفضه لان الحكومة التي نطالب بها يجب أن تتشكل في مطلع العام 2013 كي تشرف على الانتخابات وليس اليوم.
هل تتوقع أن يغيّر ميقاتي رأيه إلى حينها؟
- أنا برأيي كلهم سيغيرون رأيهم لأنه إذا استمرت هذه الحكومة بهذا الأداء لن يحصلوا على 30 نائبا.
إذن لماذا تريدون تغيير الحكومة؟
- لا مشكلة لدينا في بقائها. نحن نقول لهم إن هذه الحكومة تخدمنا بالسياسة ولكن لا يجب أن تبقى لأنها تضر بالمصالح الوطنية.
نصل إلى بيت القصيد وهو ما أثير مؤخرا بأن الدكتور سمير جعجع هو المرشح الأميركي الأول لرئاسة الجمهورية..
- أولا دعيني أقول بأننا لم نبدأ التفكير بموضوع رئاسة الجمهورية منذ
الآن، كما أن الدكتور جعجع لم يسع يوما لمركز وربما هذا الزهد نتيجة المنطق
الذي يقول إن طالب الولاية لا يولى، كما أن الدكتور جعجع لن يصل إلى مكان
إلاّ نتيجة عمله وليس نتيجة تخطيط لأخذ هذا المكان..
أنا لم أقل إن الدكتور جعجع يرغب بمنصب رئاسة الجمهورية وإنما الأميركي يرغب به في هذا المنصب..
- لم نسمع هذا الكلام حتى الآن ولم نر ما يفسره إطلاقا، وعلى كل حال
طبيعي جدا إذا كنا فعلا في لبنان نريد دولة تقف على قدميها أن تفكر
بالشخصيات التي هي مثل سمير جعجع لرئاسة الجمهورية مستقبلا.
هل يحرجكم أن يقال إن الدكتور جعجع هو المرشح الأميركي الأول لرئاسة الجمهورية اللبنانية؟
- يا ليته يكون المرشح الأميركي والإيراني والسعودي في نفس الوقت، وليس
لدينا أي إشكال بحصد إجماع دولي على تيسير بناء الدولة في لبنان..
ولا ترى في ذلك تدخلا؟
- تأييد الترشيح ليس تدخلا لأنه في النهاية مجلس النواب هو من ينتخب الرئيس.
لم يأخذ مسؤولو معظم الأجهزة الأمنية أمر محاولة اغتيال الدكتور جعجع على محمل الجد..
- ليس صحيحا..
وحدها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي صدّقت الرواية..
- ليس صحيحا. مخابرات الجيش أخذت محاولة الاغتيال على اكثر من محمل الجد
وأنا شخصيا من اعلن أنها محاولة اغتيال قبل أن يعقد الدكتور جعجع مؤتمره
الصحفي بساعتين، ولم أعلن أنها محاولة اغتيال إلا بناء على رأي مخابرات
الجيش وشعبة المعلومات والتحريات والدرك الذين تواجدوا جميعا على مسرح
الجريمة وعاينوا وأكدوا أن ما حصل كان محاولة اغتيال، أما القول إن مسؤولي
الأجهزة الأمنية لم يأخذوا الأمر على محمل الجد هو كلام بالسياسة.
ما هو تفسيرك إذن لما قاله مرجع أمني ويرجح أن يكون من الجيش اللبناني
لجريدة «الأخبار» أن في ما قاله الدكتور جعجع علنا عن محاولة اغتياله تناقض
كبير مع إفادته التي أدلى بها للمحققين؟
- الدكتور جعجع قال للصحافة رأيت زهرة وعندما كنت انحني لقطفها سمعت
رصاصا فوقي فانبطحت وقال للتحقيق رأيت زهرة وكنت اهم بالانحناء ولست متأكدا
ما إذا كنت انحنيت أو كنت على وشك الانحناء لقطفها وسمعت الرصاص فوق رأسي،
وبالرغم من أن هذا لا يشي بوجود تناقض فقد بنى عليه أحد الصحفيين مقالة..
هل تعتبر أن جريدة "الأخبار" تفبرك؟
- ليس فبركة وإنما بناء على أمر سخيف ولا يعتبر تناقضا. على كل المؤكد
هو أن هذه الزهرة التي هي من صنع الربيع هي رد جميل من الربيع لموقف سمير
جعجع من الربيع العربي.. توجد قدرة إلهية ووسائل الله لا يحددها الإنسان.
الله هو من جعل هذه الزهرة تلفت نظر الدكتور جعجع كي لا تصيبه الرصاصة
الشريرة التي كانت تريد أن تقتله وتخرب لبنان.
أين أصبحت التحقيقات وما الجديد الذي من شأنه إسكات المشككين؟
- على صعيد التحقيقات باستثناء الحاجة إلى حركة الاتصالات لتحديد
الأسماء كل الباقي بات معروفا لدى الأجهزة الأمنية أما متى ستعلن ما لديها
فهذا شأنها وليس شأننا.
كيف ستكون صورة العلاقة بينكم كـ"قوات لبنانية" وبين النائب وليد جنبلاط بعد عودته المظفرة إلى "14 آذار"؟
- وليد جنبلاط أكد موقعه الحيادي ولم يعد إلى "14 آذار" ولكن نتيجة
التناغم في الموقف الوطني تظهر مواقفنا متقاربة بكل المواضيع باستثناء
عملية استمرار الحكومة.
أوقفت مخابرات الجيش اللبناني مؤخرا سفينة محملة بالأسلحة كانت وجهتها
سوريا. من هي الجهة اللبنانية المفترضة التي كانت ستتولى نقل السلاح من
طرابلس إلى سوريا؟
- الباخرة كانت وجهتها النهائية سوريا وليس طرابلس وقد كشفتها
"اليونيفيل" وبلّغت مخابرات الجيش اللبناني التي اقتادتها إلى مرفأ
سلعاتا..
ولكن معظم المعلومات الواردة تقول إن وجهتها كانت طرابلس كما أن كثيرين شككوا بـ"اليونيفيل".
- فليشككوا. "يصطفلوا"..
يعتبرون أن "اليونيفيل" غضت النظر عنها.
- "اليونيفيل" أساسا لا تقوم بعملية التوقيف وإنما تبلّغ مخابرات الجيش،
وإذا كانت "اليونيفيل" غضت النظر فعلى أي أساس أوقفت مخابرات الجيش
السفينة. دعيني أقول بكل بساطة إنني أنتظر نتائج التحقيق وأتعجب لماذا إلى
اليوم لا نتائج إلا إذا كان ما أظنه صحيحا وفيه إحراج..
ماذا تظن؟
- أولا الجيش السوري ليس بحاجة لهذه الأسلحة والذخائر، وثانيا «الجيش
السوري الحر» يعرف انه لا يستطيع أن يُدخل هذه الأسلحة لا عبر المرافئ
السورية ولا تهريبا لأن الحدود الشمالية باتت مضبوطة بشكل كنا نتأمل أن
يصبح كذلك منذ عشرات السنين والآن لأن التهريب بات يشكل خطرا على النظام تم
ضبطه، وبالتالي الفرضية التي سمعتها هي أن مؤيدين للنظام يخشون من صفقة ما
بينه وبين المعارضة يسعون لتشكيل ميليشيات لمنعه من هذه التسوية مع
المعارضة..
هل تقصد تنازله عن الحكم مقابل ضمانات؟
- شيء من هذا القبيل وبالتالي لعدم السماح للرئيس السوري بالدخول
بمفاوضات حقيقية مع المعارضة يتولون إنشاء ميليشيات خاصة على يمينه تحل محل
الجيش النظامي في نسف أي تسوية يمكن أن يصلوا إليها.
زميلك في تيار "المستقبل" النائب نهاد المشنوق دعا جهارا الى الاشتراك في مقاتلة النظام. هل تشاركه الرأي؟
- هذا شأنه وليس شأننا ونحن لا نشاركه الرأي.. في النهاية اجمل شيء في
هذا اللبنان إنه FREE COUNTRY وكل شخص يستطيع أن يعبر فيه عن رأيه كما
يريد.
هل توافق على ان الواقعية السياسية تفرض عليكم كمعارضين للنظام السوري
التعامل على أساس مرحلة ما بعد بقاء الاسد بدلا من مرحلة ما بعد رحيل الاسد
التي كنتم تحضرون لها؟
- طبعا كلا لأنه بكل بساطة كل الثورات في العالم ممكن ان تأكل اولادها
وان تأكل نفسها ولكن ما من ثورة انطلقت وعادت الى الوراء وبالتالي ممكن أن
يبقى الاسد لسنة أو لسنتين ولكن الأكيد هو ان لا عودة لنظام متماسك ومستقر
برئاسة الاسد.
ولكن في ظل وجود معارضات غير موحّدة..
- هذا شأن الشعب السوري وهذه مرحلة انتقالية.. ما يحصل في سوريا هو تحول
تاريخي وليس انقلابا عسكريا يقلبون فيه صفحة عبر احتلال الاذاعة
والتليفزيون والاعلان عن سقوط النظام البائد ومات الملك عاش الملك. ما يحصل
هو تحول تاريخي وديمقراطية غير مختبرة وبحاجة إلى وقت وجهد ومن الطبيعي أن
ترتبك وأن تتعثر ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح والأكيد هو أنهم
سيصلون إلى ديمقراطية وإلى تنوع.
لماذا الخارج لم يتدخل كما فعل في دول عربية أخرى؟
- ربما لأن المهمات التي أداها النظام السوري على مدى 40 سنة خدمة لأميركا وإسرائيل لم ينته مفعولها بعد.
توقعت آنفا أن تطول الأزمة في سوريا..
- أنا لا أستطيع أن أقدّر الوقت ولكن الاكيد هو انه لا يناسبنا استمرار
الازمة في سوريا لا اقتصاديا ولا أمنيا ولا انسانيا بحيث إن مشهد القتلى
يوميا لا نقبل به ولكن نحن لا نستطيع ان نؤثر في مسار الامور ونستطيع أن
نتمنى فقط لا غير.
وزير الداخلية اللبناني اشتكى من ارتفاع معدل الجريمة في لبنان واعاد
الامر بتسعين بالمائة منه الى النازحين السوريين. هل توافقه الرأي؟
- تعودنا ألا نعرف الرأي النهائي لمعالي وزير الداخلية قبل أن يقول رأيه
بالموضوع ذاته ثلاث مرات، وما زلنا ننتظر آراء أخرى له لمعرفة رأيه
النهائي.