أحمد بن بلة في ذمة الله

الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلة

أحمد بن بلة في ذمة الله



توفي
الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلة الذي انتخب أول رئيس للجزائر بعد
الاستقلال، عن عمر يناهز 96 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.
وتوفي بن بلة في منزل العائلة في الجزائر بعد أن نقل الى المستشفى مرتين قبل أكثر من شهر نتيجة إصابته بوعكة صحية.
ولد أحمد بن بلة، المعروف باتجاهاته القومية والعربية، في مدينة مغنية قرب الحدود مع المغرب –غرب الجزائر- في 25 كانون الأول 1916.
ويعتبر بن بلة من أبرز الوجوه السياسية الجزائرية، لكن مرضه أبعده عن الحياة السياسية في السنوات الأخيرة.
بن
بلة هو أحد المؤسسين البارزين لحزب جبهة التحرير الوطني الذي حكم البلاد
طيلة 30 عاماً. تولى الرئاسة في الجزائر من عام 1963 لغاية 1965 حين انقلب
عليه الرئيس الراحل هواري بومدين.
ألقت السلطات العسكرية
الفرنسية القبض على بن بلة في عام 1950 وسجنته لمدة سنتين قبل أن تحكم عليه
مجدداً بالسجن سبع سنوات، لكنه نجح في الفرار من السجن عام 1952، وسافر
إلى القاهرة حيث كان يتواجد زعيمان جزائريان هما حسين أيت أحمد ومحمد خيضر
في الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني.
عرف عن بن بلة أنه من
أشد المناهضين للإستعمار الفرنسي بالجزائر، الأمر الذي دفعه إلى إنشاء
منظمة خاصة مهمتها مهاجمة بعض المواقع الفرنسية في الغرب الجزائري. وكان
عمله العسكري الأول مهاجمة مركز بريد وهران في 1949بمساعدة من حسين أيت
أحمد ورابح بيطاط شخصيتين وطنيتين لعبتا دوراً محورياً خلال الثورة
الجزائرية.
وأمام تزايد نشاطات بن بلة المعادية للاستعمار
الفرنسي، سُجِن مرة ثانية في عام 1956 خلال عملية القرصنة الجوية التي
نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب إلى
تونس برفقة قادة آخرين لجبهة التحرير الوطني.
زج بن بلة بالسجن
حتى استقلال الجزائر عام 1962، وتزوج أثناء سجنه من أشهر معارضة سياسية له
وهي الصحفية الجزائرية - زهرة سلامي، وذلك في الخامس والعشرين من مايو عام
1971، وبقيت معه طواعية في المعتقل حتى أفرج عنه في صيف من عام 1981.
وبعد
مغادرته السجن، شارك في مؤتمر طرابلس بليبيا الذي تمخض عنه خلاف سياسي
بينه وبين الحكومة الموقتة للجمهورية الجزائرية بشأن النظام السياسي الذي
ينبغي أن تتبعه الجزائر بعد الاستقلال.
وشغلت فلسطين حيّزاً
مهماً من حركته السياسية، كما كانت له إسهامات عدة لإعادة إحياء حركة
التحرر العربية بين القاهرة ودمشق وبيروت وعمان.