منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon
عندما نكون كتلة مشاعر واحاسيس
عندما يغمرنا الحب والوفاء
عندها فقط نقول لك
.•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.
.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.
.•° وتلونت فرحاً وأملا ً °•.
.•° تزينت سماءنا بلالئي الأنجم اللامعه
وتوشحت بوشاح الفرح والسرور
وهلت بشائر طيور المحبه ترفرف نشوة بقدومك
وتعانقت حروف القوافي ترحيب بعطرك °•.
.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا
ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه
موشح بالفل والكادي والرياحين°•.
.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك
وفي شوق لعذوبة غدير حروفك لنرتوي منه
ورسم أناملك لنتمتع بابداعك وجماله °•.
.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°
منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon
عندما نكون كتلة مشاعر واحاسيس
عندما يغمرنا الحب والوفاء
عندها فقط نقول لك
.•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.
.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.
.•° وتلونت فرحاً وأملا ً °•.
.•° تزينت سماءنا بلالئي الأنجم اللامعه
وتوشحت بوشاح الفرح والسرور
وهلت بشائر طيور المحبه ترفرف نشوة بقدومك
وتعانقت حروف القوافي ترحيب بعطرك °•.
.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا
ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه
موشح بالفل والكادي والرياحين°•.
.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك
وفي شوق لعذوبة غدير حروفك لنرتوي منه
ورسم أناملك لنتمتع بابداعك وجماله °•.
.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°
منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon

منتدى لبناني مصري المغرب العربي الخليج العربي عالمي
 
الصفحة الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورJalloul Lebanon Gamesالتسجيلدخولاتصل بنا
ثورة لبنان: يا أيها الكبار أسأل من نصبكن في موضع القرار أي قوانين لكي تحسنوا النظام وتحفظوا السلام وانتم الظلم الذي يكسر النظام وينسف الظلام أصرخ للكبار ... للكبار من يمسكون اليوم بالقرار لا تسرقوا الألوان من أمالنا لا تخطفوا الأحلام من أطفالنا غدا تدور دولة القرار ومن وراء دولة القرار لن تستطيعوا عندنا ان تحبسو الينبوع سوف تطلع المياه من فم الصخور وتخلع الحرية النير عن النسور رجالنا بطولة الملاحم نسائنا خصوبة المواسم أطفالنا مستقبل النسائم حدودنا شعاعة المدى وصوتنا مساحة لصدى وحلمنا يعانق المدى فلترفعوا الحصار يا اولياء القهر والقرار يا أيها الكبار....! يا شعب لبنان قاوم فيداك الأعصار لا تخضع فالذل دمار وتمسك بالحق فأن الحق سلاحك مهما جاروا قاوم فيداك الأعصار وتقدم فالنصر قرار أن حياتك وقفة عز تتغير فيها الأقدار يوم تهب ثورة الغضب في أمة الغضب في وقفة العز في انتفاضة الكرامة تندحر الظلامة عندها لن تستطيعوا وقف ما في النهر من هدير سوف يكون السيل لن تستطيعوا رد هذا الويل سوف يكون السيل عليكم سيجرف الحدود من حدودكم ويكسر القرار يا اولياء القهر والقرار يا أيها الكبار...! يا شعب لبنان قاوم فيداك الأعصار لا تخضع فالذل دمار وتمسك بالحق فأن الحق سلاحك مهما جاروا قاوم فيداك الأعصار وتقدم فالنصر قرار أن حياتك وقفة عز تتغير فيها الأقدار
هوِّر يابو الهوَّارة .. بلادي ارض الحضارة يلي ما بيعرفها منيح يرافقني ليها زيارة

 

 التغريب التخطيطي والمعماري والفني والإستهلاكي في إمارات الخليج الإسلامي ( الحلقة الرابعة )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جلول لبنان



جلول لبنان


ذكر
الحمل
نقاط نقاط : 109118
عدد المساهمات عدد المساهمات : 2446
السٌّمعَة السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 26/10/2010
العمر العمر : 34
الاقامة الاقامة : منتديات جلول لبنان
تعليق تعليق : Ilove Lebanon

بطاقة الشخصية
بطاقة الشخصية بطاقة الشخصية :
التغريب التخطيطي والمعماري والفني والإستهلاكي في إمارات الخليج الإسلامي ( الحلقة الرابعة )  Left_bar_bleue0/0التغريب التخطيطي والمعماري والفني والإستهلاكي في إمارات الخليج الإسلامي ( الحلقة الرابعة )  Empty_bar_bleue  (0/0)

التغريب التخطيطي والمعماري والفني والإستهلاكي في إمارات الخليج الإسلامي ( الحلقة الرابعة )  Empty
مُساهمةموضوع: التغريب التخطيطي والمعماري والفني والإستهلاكي في إمارات الخليج الإسلامي ( الحلقة الرابعة )    التغريب التخطيطي والمعماري والفني والإستهلاكي في إمارات الخليج الإسلامي ( الحلقة الرابعة )  Prefer1219.03.12 19:26

د. سعد محمود الجادر


مناقشة الحراك المعماري التغريبي في الخليج:

نجمت العاصفة المعمارية السريعة في إمارات الخليج نتيجة عدة عوامل، منها
السيولة النقدية الضخمة، والمضاربات العقارية، والمنافسة بين الإمارات،
والإعتماد الكلي على دور الخبرة العالمية من شركات للاستشارات الهندسية
ومقاولات البناء والتجهيز، وصِغَر شركات البناء القائمة في الامارات وعدم
قدرتها على منافسة المؤسسات الغربية، بل يقوم بعضها بتنفيذ أعمال الشركات
الغربية من الباطن. كما لم تلتفت سلطات الامارات الى المسؤولية التاريخية
للدولة في النظر الى تشييد المدن والعمار للمستقبل الوسيط والبعيد؛ والذي
يضمن مستوى لائق لعموم الشعب وليس بالتركيز على النخبة. إضافة الى ان إقامة
العمار لفترات قصيرة ثم تهديمه بعد فترة وجيزة من عمر المباني لاستبداله
بعمار آخر هو أمر منهك لمالية البلاد نظرا للكلفة العالية للمنشآت والبناء
في ميزانية التنمية لاي دولة في العالم.

وعن ( رفله خرياطي، 2.5 تريليون دولار كلفة اعادة إعمار ثلاث دول عربية
دمرتها الحرب، دار الحياة، 01/09/2011 ). والبلدان الثلاثة هذه هي الكويت
التي احتلها صدام حسين تنفيذا لمؤامرة أمريكية - أطلسية، والعراق الذي
مَحَقهُ صدام حسين والغزاة الغربيين وعملائهم حكام العراق، وليبيا التي "
أنقذ " حلف الاطلسي شعبها. ولم يدخل في هذا الرقم المذهل تعمير بلدان
إسلامية أخرى أحرقتها النخب الغربية، مثل فلسطين والصومال وأفغانستان. علما
بأن طائرات حلف الأطلسي، بدون طيار، تضرب في باكستان واليمن، إضافة الى
التهديدات بالقصف السجادي التي نسمعها من أمريكا بين حين وآخر، كما حصل
بالنسبة الى باكستان وإيران.

ان إعادة الإعمار هي كعكة لاتقل أهمية عن نهب النفط. وإعادة الإعمار
لاتتم إلا بتدميره أولا ثم تعميره بواسطة الشركات الغربية وبأموال
المستعمرات العربية لحصد غنائم الحروب. وما على العرب والمسلمين إلا حساب
عدد المرات التي دمّر خلالها الغرب مدننا ليعيدوا إعمارها!

إن منشآت معمارية ضخمة، مثل برج دبي ( خليفة )، و" جزر النخيل " و" درة
البحرين "...، تتطلب تمويلا باهضا، خاصة بالنسبة لانجاز أعمال الردم
والاستصلاح والبناء داخل مياه الخليج. وهي مشاريع غير ضرورية، بل فنطازية،
ونرجسية، ومن باب الشعور بالعَظَمَة في تنفيذ طموحات ذاتية، ومن نوع "
خالِف تُعرف " لتحقيق هواية تحطيم أرقام قياسية عالمية قائمة على توقعات
وخيالات وهمية، لأنها بعيدة كل البعد عن الدراسات العلمية العقلانية
والعضوية والوظيفية، وقد هُدرت من خلالها عشرات مليارات الدولارات، دون
جدوى غير الفضائح المالية والثقافية والتاريخية.

وقد جاء في مقال مصور( Richard Spencer, The
World is sinking: Dubai islands ‘ falling into the sea ‘ The Telegraph, 20/ 01/2011 )
وأفادت
وسائل إعلام عالمية بان " جزيرة نخلة جميرا تغرق في مياه الخليج بمعدل 5
ملليمترات سنويا، وانها قد تغرق في المستقبل اذا ما ارتفع مستوى مياه
المحيط جراء التغير المناخي وزيادة مستويات غازات الدفيئة "... مما نفته
شركة " نخيل "، التي تعتبر جزء من شركة " دبي العالمية " المملوكة لحكومة
دبي. "

http://www.borsagate.com/vb/showthread.php?t=145627

و نُشِرَت عن هذا الموضوع مقالات أخرى، منها ما يشكّك بالسلامة التقنية
للمشروع: بأن " الجزر تغوص تدريجيا في الماء "؛ وان: " رمال الجزيرة ظلت
تتعرض للتعرية وصار الطمى مشكلة خطرة في قنوات الملاحة بينها "؛ وان "
صيانة المشروع تحتاج الى دعم مالي كبير جدا ". وقد ردّ رئيس مجلس إدارة "
نخيل " العقارية مؤكدا على " استقرار جزر العالم " وبأنها " لن تغرق ".

http://www.uaegoal.com/vb/showthread.php?t=265788&page=1
http://www.arabic.people.com.cn/96604/7272185.html

كما عصفت الازمة العقارية والمالية العالمية بالمشاريع التي تراكمت
ديونها عام 2009 الى 26 مليار دولار جعلت دبي تقترب من حافة الإفلاس لعدم
قدرتها على تحمُّل كلفتها، فأعلنت دبي طلبها تاجيل سداد ديونها. فهل تكون
حكومة أبو ظبي هي التي سارعت لإنقاذ دبي ماليا، ومِنْ ذلك نَقْل إسم برج
دبي إلى برج خليفة؟ وإذا كان هذا صحيحا يبقى التساؤل: هل ستهرع أبوظبي
لإنقاذ دبي كلما داهمتها أزمة مالية؟ وهل سيصمد اقتصاد أبوظبي أمام إفلاسات
دبي بتأثير عمليات إنقاذها؟ وهل ان التوسع في عمار أبوظبي نفسها لن يقودها
الى الإفلاس؟

واذا استمر العمل بهذا الغرور والذاتية المُنْفَلِتَة، فربما سنسمع
بمفاجآت أخرى، كإقامة مدن تحت مياه الخليج تتصل فيما بينها بغواصات " مدنية
"؛ إذ ليس هناك حدودا لكسر أرقام قياسية عالمية والدخول في موسوعة " غينيس
" المفتوحة مادام المال موجودا والرغبة قائمة وعارمة والمزاج رائقا
والتنافس على أشدّه لإقامة كتل هندسية ذات تشكيلات غرائبية مشوّشة ومعقّدة
وبعيدة عن لغة التراث المعماري الإنساني ومنفصلة كليا عن هوية التراث
المعماري الإسلامي، مما لايمثل سوى عمارة الفوضى والقلق والقبح
والإستهلاكية وجني الأرباح الخيالية.

ويتوازى هذا العبث بطاقة المال وتبديده في مياه الخليج بسلوك الدوائر
الرأسمالية الوحشية التي ترمي المنتجات الغذائية في البحار للحفاظ على
ارتفاع أسعارها، عوضا عن توزيعها على فقراء العالم الذين هم باشد الحاجة
للبقاء على قيد الحياة. بينما يتباكى الإعلام الإرهابي الغربي على كارثة
الجفاف التي تضرب بلدان الصومال والحبشة وغيرها في شرق أفريقيا.

و معمارياً يُذكِّر مشروع جزر النخيل بأحد الافكار التخطيطية -
المعمارية في اليابان، والتي ظهرت بين نهاية خمسينات وخلال ستينات القرن
الماضي باسمMetabolist Movement التي قدَّمها معماريون يابانيون شباب عملوا
باشراف المعماري البارز كنزه تانغة Kenzo Tangeباستحداث تكوينات معمارية
ضخمة، لتكون بمثابة المدن الصغيرة العائمة والقابلة للتوسع. وهي فكرة حيوية
لظروف اليابان بسبب ضيق مساحة الارض التي يقطنها عدد كبير من السكان،
وبكثافة عالية، مما يحفِّز لافكار البناء داخل خلجان المياه. إضافة الى أن
الفكرة اليابانية لم تكن تقتصر على النخبة وصفوة أثرياء العالم، بل مخصصة
لعامة الناس.

ولا تعاني الإمارات من نقص وانحسار الأراضي الفضاء الصالحة للبناء، لكي
تضطر للجوء لإقامة العمار الشاهق والكثيف أو تشييده في مياه الخليج، كما هو
الحال في هونغ كونغ، التي، وبسبب محدودية مساحتها والطبيعة الوعرة
لطبوغرافيتها قد اتخذت مبدأ إقامة العمارات العالية والمتجاورة حلاً
للمشكلة، مما جعل الكثافة الإسكانية فيها من أعلى النسب في العالم.

ثمَّ ماهي حكمة الأعلى والأطول والأكبر والأوحد... إنْ لم يكن عضويا
ووظيفيا: أي ذو جدوى تتعلق بالتكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفني
والسياحي. أو بين التنمية والعمران. أو بواقعية التناسب بين كتلة البناء
وحجم البلد وعدد سكانه. أو بالعلاقة بين العمار والمقاس الانساني. أو
بمراعاة الظروف الشاملة للبيئة المحلية: فللصحراء، سواء الجافة، أم الجافة -
الرطبة، خصوصيتها الطبيعية بالنسبة الى ظروف المناخ والماء والتربة، مما
يفرض اتخاذ الحلول الموضوعية الصائبة لنوع وحجم المخططات العمرانية العامة،
بما لايجوز التعامل معها كما هو الحال في مدن مثل نيويورك وباريس ولندن.

ومن مراعاة هذا التنوع الوظيفي ينتج العمار النافع والجميل.

وماجدوى أعلى برج في العالم. ومشروع البرج المتحرك في دبي الذي وُصِف
بأنه " أغرب مبنى في العالم ". و " المولات " المذهلة مثل " مول العرب "
الأكبر من نوعه في العالم. والمنتزه الأكبر في العالم. واستضافة دبي لأكبر
معرض للديناصورات المتحركة في العالم. وبناء دار للاوبرا. وتشييد " دبي
لاند " كأكبر مشروع سياحي فيه أطول شارع للمتاجر في العالم. وإقامة ناعورة
دبي العملاقة المتوقع ان يزورها مليوني شخص سنويا. وتشييد مطار دبي كأكبر
مطار في العالم. وإنشاء مترو دبي، وجسور وطرق سيارة عريضة وسريعة. وتشييد
سينما من 22 شاشة. وتركيب أكبر نافورة في العالم والتي يرتفع ماؤها الى
السماء بنحو 275 مترا. واستيراد سيارات ذهبية وفضية بنوافذ حاجبة للرؤية،
ودفع ملايين الدولارات لشراء أرقام سيارات متميزة. واقتناء مجوهرات وملابس
باهضة الثمن ذات " ماركات " عالمية، وساعات يد بمئات آلاف الدولارات،
وجوّالات مطعمة بالاحجار الكريمة... والحرص على تملّك أغلى شوكولاتة في
العالم. وافتتاح أول مكان يوفر خدمات 5 نجوم للكلاب. هذا بالاضافة الى
إقامة حلبة تزلج أولمبية (علما بوجود مجالات واسعة لتطوير السياحة
الصحراوية في إمارات الخليج، وهو مشروع عضوي لما تتمتع به المنطقة من مجال
صحراوي شاسع يشرف بعضه على ضفاف الخليج ( أنظر: د. سعد الجادر، بعض امكانات
السياحة الصحراوية في ليبيا، مجلة الحصاد، طرابلس، ليبيا، 1972 ص. 28 -
33).
بالإضافة الى مشروع جسر أبو ظبي - الدوحة الذي يقطع المياه الدولية
للبلدين، والذي سيكون أطول جسر في العالم، بما يزيد على 60 كيلومترا و
بكلفة 13 مليار دولار. فيكون بذلك أطول من " جسر المحبة " الرابط بين
البحرين وقطر بمسافة حوالي 45 كيلومترا. تُرى ماهو عدد المسافرين الذين
سيعبرون على هذه الجسور؟ وما هو حجم التبادل التجاري بين أبوظبي وقطر
والبحرين الذي يستلزم تشييدها؟ وما علاقتها بالتطور العمراني في إمارات
الخليج؟ وكم ستبلغ التكلفة الحقيقية بعد إقامة هذه الجسور؟ وكم ستكون
مصاريف إدامتها وصيانتها، خاصة وان ركائزها وجزرها تشغل عشرات الكيلومترات
داخل المياه؟ ثمَّ ماهي الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهذين
الجسرين العملاقين؟

أما بالنسبة للسياحة، فأي عمار ومعرفة ومتعة سيجد السائح في مدن الخليج؟
هل هو الطابع الإسلامي الذي يعبِّر عن بيئة وثقافة وهوية المسلمين
ومثمناتهم الإجتماعية؟ أم لأنماط معاصرة من مدن أوربا والولايات المتحدة
بمبانيها الشاهقة المُلْتزَّة وأبراجها الزجاجية اللامعة المعروفة لدى
السائح الغربي؟

كما ان الأرقام القياسية في الأكبر والأطول والأول والأغرب...، التي
يغطي عوراتها إعلام الاستعمار ومستعمراته الخليجية تقوم بمعزل عن تطوير وعي
الشعب بتنفيذ ثورة معرفية - ثقافية - عقلية تعمل على إحياء ثقافة إسلامية
معاصرة كأولى الأولويات الاستراتيجية في التخطيط والتنفيذ محليا وعربيا
وإسلاميا وإنسانيا. وكذلك بإهمال مصير وحق أجيال الإمارات القادمة في ثروات
البلاد.

كما انَّ الأكبر والأطول والأفخم والأول... في العالم، يعني المنافسة مع
بلدان متطورة باقتصادها وصناعتها وزراعتها وعلومها وتقنياتها ومعارفها
وجامعاتها ومراكز أبحاثها العلمية وجيوش علمائها وأخصائييها في كل ميدان
ومجال. وكذلك في عدد سكانها الذي يفوق مئات بل آلاف المرات سكان الامارات،
مثل الصين والهند، اللتان لاتتشدقان بالأعلى والأطول والأكبر.

لقد
استغرق كلا من اليابان والصين والهند ثلاثة عقود لتتبوأ أعلى المراكز
العالمية في التطور الإقتصادي بشتى مجالاته؛ بينما تكرَّرت وتعاظمت الأخطاء
في الإمارات خلال العقود الثلاثة الماضية، وتشتَّتت وهُدِرَت الأموال ولم
تستفد الأجيال: لا الإماراتية ولا العربية ولا المسلمة، من الفرصة
التاريخية لوفرة الثروة.

ولو كان هناك تخطيطا وطنيا مدروسا على أسس علمية لَمَا تحوَّلت سواحل
مدن الامارات إلى غابة من ناطحات سحاب تحاكي مدن الغرب: عمارها غير وظيفي
ومشهده البصري مشوّه وقبيح وفاغر فاه لابتلاع المزيد من مليارات الدولارات
توظّف في مستقبل مجهول.

وبذلك تتميّز السياسة المعمارية المتّبعة في الخليج أولا، بالعزوف عن
الفكرة الرئيسية التاريخية للبناء الذي يقوم على أساس الكتل المتعامِدة
التي تُكسب العمار الإستقرار والفخامة والأمان. وثانيا، باتخاذ جانب
التطرُّف من الحداثة الغربية، بالتجريب الباهض بإقامة كتل فوضوية مشيّدة
بالكونكريت والألمنيوم والزجاج في بيئة غير ملائِمة طبيعيا واجتماعيا
وثقافيا. وثالثا، ان هذه الحداثة المعمارية " المُبْتكَرَة " تقوم على
خلفية البناء في القرى المحرومة وحتى في المدن والحواضر التي تفتقد لبعض
عناصر الخدمات الأساسية مثل مجاري الصرف الصحي. ورابعا، بتهديد العمار
الحداثي للمباني التراثية القائمة بانحسارها.

لقد ذهب أصحاب القرار السياسي - المعماري في الخليج الى أقصى مدى في
الطيش الذي فاق حتى أكثر الأشكال المعمارية غرابة في الغرب الذي لاتسمح
قوانينه المعمارية وظروفه الإقتصادية بتنفيذ كل مايخطر على البال. وإن كان
ذلك ممكنا في فنون الحداثة فان مردّه الى هدف تنميط ثقافات الشعوب بعولمة
الحداثة العبثية الغربية: فلوحة القماشة سهلة الإنتقال والعرض والإنتشار
ولا تكلف سوى دولارات معدودة، بينما يموَّل عمار الخليج بمئات مليارات
الدولارات. ان المباني ليست لُعَبا غريبة الأشكال يلهو بها الأطفال، كما
لايجوز لعبث الأشكال أن يسيطر على وظيفية العمار، لأن البناء مسؤولية
تاريخية واقتصادية ومالية واجتماعية وثقافية ومستقبلية.

فهل يعي أصحاب القرار في الخليج بأن الأطول والأول والأكبر والأغرب ...
هي أمور يعرفها جيدا مستشاروهم الغربيون المستفيدون ممن لاتربطهم بالعرب
والمسلمين وبالإمارات أي رابطة سوى انتهاز هذه الفرصة التاريخية لنهب أقصى
مايمكن من الأموال في أي مجال ممكن: الحروب والنفط والغاز والعمار والفن
واستحداث الفقاعات الدورية التي تدرُّ أرباحا إضافية لحساب الناتو وشركات
النفط والمقاولات والمجمع الصناعي - العسكري والبنوك، الذين يخدعون العالم
بأوهام وحِيَل تصدير التحضّر والحرية و " التدخل الغربي النبيل" في العالم
الإسلامي؟

كما ان وراء هذا العبث المعماري الحداثوي قرارات سياسية توجِّه صفعة الى
التراث المعماري والفني الإسلامي. فالعمارة والفن ليسا سياسة لإرضاء
الغرب، بل مسؤولية وظاهرة إنسانية تخضع لهوية الأمة ولذاكرتها الثقافية -
التاريخية وتؤكدها وتُراكِم عليها عبر الأجيال.

ونتسائل: هل حوّل ساسة الغرب بيئة / أو إحدى مدنه الى الطراز المعماري
الصيني أو الهندي أوالإسلامي؟ كلا طبعا، لأنهم لايجرأون على استحداث ذلك في
مدن الغرب وذلك لعدم وظيفية وأسلوب استيراد أساليب معمارية لاعلاقة لها
بثقافة الغرب. وكذلك لمعرفتهم بأن ذلك سيحوِّل المشهد المعماري الغربي الى
مجال للتندُُّر. لكن النخب الغربية مرتاحة وسعيدة جدا في جعل الخليج حقل
تجارب في المجال المعماري يُضاف الى غيره من حقول التجارب.

إنَّ الطموحات الذاتية والتصوّرات الرومانسية والنوايا الحسنة غير مجدية
في مجال التخطيط المعماري؛ بل لابدّ من الاعتماد على الدراسات العلمية
المتكاملة. لأن الخطأ في العمار ليس كنزوة عبث على لوحة زيتية، التي حالما
تجف ألوانها يمكن إعادة الرسم عليها. كما ان هناك فروقا مالية ضخمة بين
تشييد العمار بتخطيط مدروس علميا، وبين إقامته عشوائيا أو بتخطيط ضعيف
ورغبات مزاجية ( أنظر: د. سعد الجادر، ملاحظات حول المخططات العمرانية في
البلدان النامية، دراسات عربية، العدد 1، السنة السابعة عشرة، نوفمبر،
بيروت 1980، ص 123 - 136 ).

واذا أحصينا هذا وذاك من مغامرات معمارية تغريبية، وما يخطَّط له
ولانعرف مصيره، ونتسائل: كم من مئات مليارات الدولارات ذهبت هدرا على تمويل
هذه الفنطازيا العبثية التي تُضَيِّع على ثقافة المسلمين المعاصرة وعلى
الحضارة الانسانية فرصة تاريخية تتمثل بوجود تمويل ضخم ومفتوح، لكن الناتج
غير وظيفي ولا جذاب؟ فهل من الحكمة الاستمرار بتبذير أموال الطاقة في إنشاء
هكذا عمار ضمن استراتيجية شاملة مشكوك في مستقبلها؟
وماهو المبرِّر
لهذه الاستثمارات الضخمة على خلفية أولويات عظيمة الأهمية، مثل القضاء على
التخلف والبطالة والفقر والتبعية والاستغلال؟

فهنيئا مريئا للمؤسسات الاستشارية وشركات المقاولات الغربية من مختلف
الانواع والاصناف. وهنيئا مريئا لآلاف المصانع في أمريكا وأوربا واليابان
وكوريا الجنوبية وغيرها التي توفر لها الامارات الخليجية فرص عمل واستيراد
لبضائعها في العمار والفن والإستهلاك، وباستمرار. وهنيئا مريئا لها أن تلعب
وترتع على أرض الكرم العربي الخليجي لتحصد المليارات تلو الاخرى. وكما
نقول باللهجة العراقية: " خل ياكلون ". وسحقاً لخبراء وفقراء العرب
والمسلمين: " خل يموتون ".

ونتسائل: هل من الأفضل الاعتماد على ثقافة التغريب: ومنه تقليد عمار
غربي في بيئة جغرافية ومناخية ووسط تراث ثقافي اسلامي ومثمنات اجتماعية
مختلفة عن بيئة وثقافة وعادات الغرب؟ اذ كما تستورد اي بضاعة الى الامارات،
من بشر وغذاء ودواء وسلاح ومواد استهلاكية متنوعة، فانه يستورد النمط
المعماري الغربي المُشيَّد بواجهات الالمنيوم والزجاج والمعتمد على الطاقة،
والقائم على صورة فنية لاعلاقة لها بثقافة المسلمين.

ولماذا لانواصل تطوير التراث المعماري الاسلامي من حيث اخترقه التغريب
منذ نهاية القرن التاسع عشر، كجانب من تقديم مشروع اسلامي ثقافي شامل
ومعاصر؟ ( أنظر: د. سعد الجادر، الاصالة والتحديث في العمارة بين الشرق
والغرب، دراسات عربية، السنة السابعة عشرة، العدد 7، مايو، بيروت 1981 ص.
95 - 107 ). وهل تتطوّر وتزدهر اليابان والصين والهند وغيرها من ذوي
الثقافات التاريخية العريقة التي أفرزت صورها الفنية المتميزة على أساس
التغريب؟ وهل يعكس الإصرار على التغريب المعماري مايصبو اليه المسلمون من
استخدام الفرصة التاريخية بوفرة غزيرة لأموال النفط والغاز لاستخدامه في
الاحياء الثقافي الاسلامي المعاصر الذي يتم على قاعدة روحية ومادية متينة
تهدف الى قيام أوطان حرَّة تخدم مجتمعات مزدهرة وتكوِّن إنسانا سعيدا
ومتطورا؟ أم انها مغامرات تخطيطية - معمارية - ثقافية - فنية - نخبوية
بامتياز لاقتصارها على خدمة الاثرياء، اذ ليس باستطاعة فئات حتى من الطبقة
الوسطى النزول في فنادق خمسة نجوم، أو امتلاك يخت، أو التسجيل في نادي
الغولف.

ثم هل علاقة سكان الامارات، روحيا واجتماعيا وثقافيا، بالعمار الغربي
الحداثي أقوى منها بعلاقتهم بالمدن القديمة وأحيائها ؟ أم انهم غرباء عن
الدخيل لأنهم أبناء ذاكرتهم وخصوصية هويتهم الثقافية الاسلامية الاصيلة؟
وهل الابراج الزجاجية التي تناطح السحاب وتحرقها الشمس وتسمِّمها
الانبعاثات الكربونية أقرب الى احتياجاتهم الوظيفية والجمالية من البستكية
وفاس وصنعاء وغيرها من المدن الاسلامية التقليدية المُبْهِرَة بكثافاتها
السكانية وسعادة جيرتها وتوجيه مرافقها ومواد بنائها وتوازنها الحراري
ومقياسها الانساني وجمالها البصري؟

وحتى في بريطانيا هناك من يرفض الإخلال بالموازين المعمارية، ومن ذلك ما
جاء في الصحيفة الالكترونية: ( الهدهد، انتقادات لولي العهد البريطاني اثر
رسالة تسببت في سحب مشروع قطري من لندن، 13/06/2009 ): ان الامير تشارلس
يعارض الهندسة المعمارية الحديثة، ومن ذلك وصفه في عام 1984 تصميما لتوسيع
متحف " ناشيونال غاليري " في لندن، بأنه " دمل شديد البشاعة على وجه صديق
محبوب وأنيق ". وفي معرض انتقاده لمشروع عقاري قطري كبير في لندن اقترح
الامير تشارلس استبدال التصميم المزمع تنفيذه، والذي يعتمد خصوصا على
الزجاج والفولاذ، بتصميم كلاسيكي من الآجر والحجارة والالواح الصخرية على
طراز المستشفى البريطاني الملكي المقابل له.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التغريب التخطيطي والمعماري والفني والإستهلاكي في إمارات الخليج الإسلامي ( الحلقة الرابعة )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التغريب التخطيطي والمعماري والفني والإستهلاكي في إمارات الخليج الإسلامي ( الحلقة الخامسة )
» انباء عن انفجارات في مقر الفرقة الرابعة في دمشق
» المرحلة الرابعة: العهد يفوز على الاهلي
» الهدى الإسلامي في الإنفاق***
» لماذا الخوف من الحكم الإسلامي ***

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جلول لبنان Forums Jalloul Lebanon :: منتديات لبنان العالمية :: منتدى العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
اعلان فلاشي
التغريب التخطيطي والمعماري والفني والإستهلاكي في إمارات الخليج الإسلامي ( الحلقة الرابعة )  Mahmou10
التغريب التخطيطي والمعماري والفني والإستهلاكي في إمارات الخليج الإسلامي ( الحلقة الرابعة )  Mahmou10
التغريب التخطيطي والمعماري والفني والإستهلاكي في إمارات الخليج الإسلامي ( الحلقة الرابعة )  Mahmou10
جميع حقوق موقع جلول لبنان محفوظة 2010-2011-2012-2013-2014 @
ملاحظة: جميع المشاركات والمواضيع في موقع جلول لبنان لا تعبر عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
 | منتديات |دين الاسلامي| صور | افلام | العاب | برامج | فيديو | جوال |
سياسة الخصوصية

.: عدد زوار منتديات جلول لبنان :.