تأتي الإجازة كل عام وتتعرض الكثير من الأسر للمشكلات,
فالأطفال يشكون من الملل وعدم الخروج والأمهات والآباء
منشغلون عن الأولاد في عملهم وإذا أراد الأولاد الخروج
للنزهة يرفض الآباء والكل يشكو. فهل من حل لهذه
المشكلات؟
وفي حوار مع الدكتورة مني جاد العميد
الأسبق لكلية رياض الأطفال جامعة القاهرة أكدت أن
الإجازة يجب أن نستثمر فيها طاقات الأبناء من خلال
التسلية المفيدة كالقراءة أما إذا كان الطفل يكره
القراءة فلا بد من تشجيعه من خلال القدوة الحسنة من
الأب والأم ولو وجدت فرصة للذهاب به إلي معرض الكتاب
لمشاهدة كيفية الإقبال علي الكتب كما يجب أن يشترك
الطفل في شراء ما يناسبه من الكتب في ظل مراعاة
لظروف الأسرة وميزانيتها المحدودة فيجب تحديد مبلغ معين
لكي ينفقه الطفل دون إسراف ولكي يتعلم تدبير احتياجاته..
ماذا نفعل مع طفل يدمن التليفزيون ليلا وينام نهارا؟
وتجيب الدكتورة مني جاد: يجب ضبط نظام الحياة داخل
البيت ويجب تحديد مواعيد لمشاهدة التليفزيون باختيار
البرامج التي يريدها الطفل وإذا أراد برامج كثيرة يجب
المفاضلة بين هذه البرامج وترك حرية الاختيار للطفل ويجب
توزيع الأدوار علي الأبناء بحيث يتم استغلال وقت الفراغ
مثل انشغالهم في الأعمال المنزلية أو تصليح الأشياء
القديمة وابتكار أفكار جديدة منها وإذا كان الأطفال في
سن صغيرة يمكن عمل صلصال من الدقيق وإضافة الألوان
إليه لعمل أشكال بهذا الصلصال مع مشاركة الطفل في
إنتاج الصلصال بحيث يشعر بأنه شارك في الصنع أيضا بدلا
من اللعب علي الجاهز.
وماذا عن إدمان مشاهدة الكرتون؟
إن
الكرتون شيء مسل بالنسبة للأطفال ولكن لابد من مشاركة
الطفل في اختيار نوعية الكرتون وأوقات المشاهدة كما يجب
توفير البديل للطفل خصوصا الصغار منهم باستبدال الكرتون
بالحدوتة أو القصص المصورة ومشاركة الطفل في قراءتها.
كيف تتصرف الأم تجاه الألعاب العنيفة في الكمبيوتر وإقبال الأطفال عليها؟
تلقي
الدكتورة مني جاد باللوم علي الآباء والأمهات الذين
يختارون الألعاب للأبناء منذ البداية أي عند تجهيز
الكمبيوتر يجب عدم تحميل تلك الألعاب العنيفة لأن العنف
ينتقل إلي الأطفال في سلوكياتهم اليومية ويمكن مسح
الألعاب العنيفة من الكمبيوتر واستبدالها بألعاب الذكاء أو
الألعاب التي تحمل الألغاز أو البحث عن صور كألعاب
الذاكرة وغيرها.
هل من الصحيح ترك الطفل في النادي بمفرده أو مع إخوته والأم في العمل؟
لاشك
أن ترك الأولاد في النادي بمفردهم أمر خطير يجب أن
تنتبه إليه كل أم فالنادي مكان آمن وغير آمن أيضا
فنحن لا نعلم من يتعامل مع الطفل طوال فترة مكوثه في
النادي وإذا أخذ الطفل نقودا للإنفاق طوال فترة غياب
الأم يمكن أن يكون مطمعا للآخرين مما قد يعرضه للخطر
كما أن إقبال الطفل علي الوجبات السريعة داخل النادي
يعرضه لمشكلات صحية كثيرة, بالإضافة إلي كراهية الأكل
المنزلي الصحي لتعوده علي الوجبات السريعة ذات الطعم
المحبب للأطفال.
كيف تتصرف الأم مع الطفل كثير الحركة وكثير المشاكل وعديم التركيز؟
إن هذا الطفل لابد من الملاحظة المستمرة له ولو
اكتشفنا انه يعاني من فرط الحركة لابد من عرضه علي
المختصين أما إذا كانت هناك مشكلة نفسية في حياة الطفل
فلابد من الجلوس معه ومناقشتها ومحاولة الحل أما إذا
كانت حركة الطفل طبيعية لكن الظروف المحيطة به لا توفر
له حرية الحركة كأن يكون المسكن ضيقا أو مكتظا
بالأثاثات المنزلية ولكل أسرة ظروفها الخاصة فيجب الخروج
بالطفل في الهواء الطلق مثل الحدائق العامة وغيرها وقد
يكون للأسرة فروع في أي مكان ريفي فيجب مد جسور
المودة والسفر بين أفراد الأسرة الواحدة مع الطفل ولو
في إجازة نهاية الأسبوع لينطلق الطفل في مكان واسع
ولكي يزداد الترابط الأسري.
الأندية المدرسية هي الحل
وتقترح
الدكتورة مني جاد أن يتم تنشيط الأندية المدرسية خلال
فترة الإجازات ليتم إلحاق الطفل بها حتي يخرج الطاقة
الموجودة داخل الطفل أو إلحاق الطفل بصالة ألعاب وهي
متوافرة في الأحياء الشعبية أو حمام السباحة داخل بعض
المدارس ليستمتع الطفل بالإجازة بدلا من الحبس في المنزل
الذي نهاره ليل وليله نهار.
والطفل تنقلب حياته
والأم هي التي تدعوهم للسهر حتي يناموا بالنهار أثناء
غيابها عن المنزل في عملها.وتلك عملية خطيرة لأن
النظام الغذائي للطفل يضطرب كما يؤثر ذلك علي كافة
أنشطة الجسم مما يؤثر علي النمو الجسدي والعقلي للطفل
ولهذا لابد من تحديد مواعيد نوم كل أفراد الأسرة فتلك
الضوابط تساعد علي تكوين قدوة للأطفال بدلا من إجبار
الطفل علي النوم وباقي أفراد الأسرة مستيقظون طوال
الليل.
وما رأيك في طفل لا هم له سوي الأكل طوال اليوم؟
لاشك أن هذا الطفل يعاني من الفراغ لذلك فهو يقضي
وقته في الأكل وخاصة أكل الحلوي والشيكولاتة ولهذا يجب
ألا تسرف الأم في شراء الحلوي واستبدالها بالفواكه
والخضروات الطازجة ليستفيد منها في نموه وسلامة صحته
بدلا من تركه عرضة للإصابة بالسمنة وما يتبعها من
أمراض مختلفة ويجب تنبيه الطفل إلي خطورة الإسراف في
الأكل والأمراض الناتجة عن ذلك بشكل غير مباشر عن طريق
الحكايات مثلا.
ماذا عن الألعاب الإلكترونية في أجهزة البلاي ستيشن وغيرها؟
هذه الألعاب مغرية للأطفال ولكن يجب عدم الإفراط فيها
فلابد من تحديد أوقات محددة لهذه الألعاب ولمدة محددة
كساعة واحدة مثلا بدلا من الاندماج في هذه الألعاب
والبعد عن الواقع المحيط بالطفل.
كيف نحفز الطفل علي ممارسة الرياضة في الأندية؟
لابد
أن يختار الطفل الهواية التي يريدها بدلا من إجباره
علي ممارسة رياضة لا يريدها وإذا لم يتوافر للأسرة
الاشتراك في النادي يمكن الالتحاق بمراكز الشباب الموجودة
في بعض الأحياء وغيرها.
ماذا عن الطفل الذي يتحدث إلي الآخرين عبر الإنترنت؟
إن هذا الأمر مرفوض نهائيا بالنسبة للصغار والكبار
لخطورته حيث إن التحدث إلي من لا نعرفه يدخلنا في
مشاكل كثيرة نحن في غني عنها.
هناك أطفال يكرهون الرسم والموسيقي فكيف نحببهم فيهما؟
لابد من تحبيب الطفل في الرسم أو الموسيقي أو القراءة
ليتمكن من اكتشاف موهبته وتشجيع الطفل علي الهوايات
بالمكافأة المستمرة حتي يتم اكتشاف المواهب الكامنة داخل
الطفل ويمكن إصقال تلك المواهب عن طريق إلحاق الطفل
بالمكتبات العامة أو الأنشطة الموجودة داخل كليات التربية
الموسيقية أو الفنية وغيرها ليصقل الطفل هوايته.