برج العقرب: رجل برج العقرب 2012
24 تشرين الأول (أكتوبر) إلى 21 تشرين الثاني (نوفمبر)
يصح في هذا الرجل المبدأ القائل : درهم وقاية خير من قنطار علاج . هذه
العبارة هي بمثابة نصيحة منـّا لجميع المتعاملين مع رجل برج العقرب بوجه
عام وللمرأة بوجه خاص . من الخير لها أن تتسلح بدرع واق قبل محاولة التعرض
له من قريب أو بعيد لأن في التعرض له خطر الانفجار أو الاحتراق المعنوي على
الأقل . من الصعب على أي ٍ كان تصديق مثل هذا الكلام في الوقت الذي يبدو
فيه هذا الإنسان على هذا النحو من الهدوء والسكينة . لكن شتان ما بين ما
يظهره وبين ما يخفيه . إن ما يظهر منه ليس سوى قناع مُزيّف يُقصد منه تضليل
الآخرين أما ما يُخفيه فهو حقيقته التي تتلخـّص بكلمة واحدة هي : الانفعال
.
يعتقد البعض أن رجل برج العقرب إنسان طيب أقرب إلى السذاجة ,
بينما يعتقد البعض الآخر أنه لئيم مُحب للغدر . وهو في الواقع خلاف الحالين
. إنه بالضبط إنسان مفطور على حدة الذكاء والإرادة والانفعال في وقت واحد ,
أي أن قهره صعب مهما حاول البعض . وإذا بالغ أحد في الإساءة إليه ردّ
بالانفجار وبتحطيم كل ما حوله . أقوى ما في هذا الرجل القوي عيناه الحادتان
اللتان تستطيعان اختراق أعماق أي كان وبث جميع الأفكار والمشاعر التي
يريدها فيه . هذا الإنسان المتسلط القوي الإرادة يهدف إلى الحقيقة أينما
كانت سواء في الحياة أو الموت أو المرض أو الحب أو الدين , ولذلك يؤمن
بالتعمق ويكره السطحية إلى أقصى حد , وقد لا يوازي كرهه لها سوى كرهه
للخسارة , فهو إن فقد شيئاً مهما كان تافهاً أو قليلا ً يثور من الداخل إلى
درجة الألم أو المرض دون أن يطرف له جفن .
الرجل العقرب إما
مُتديّن أو مُلحد أو عنده من الرياء المقصود ما يكفي القيام بالدورين معاً .
إن القوانين التي يسير عليها من صنعه دائماً . أهدافه واضحة وكذلك سُبُل
الوصول إليها . وهو في سبيلها لا يأبه للصعاب أو الأخطار أو حتى الموت .
هذا الرجل صعب في اختيار الأصدقاء لا لسبب سوى أنه ينشد أعلى المستويات في
علاقاته بالآخرين ولا يتورع أحياناً عن استعمال القسوة والأساليب السادية
حتى مع المرأة التي يحب . على الرغم من ذلك يغار عليها بشدة ويتألم إذا
حاولت الانعتاق منه ولكنه يكتم ألمه ويقابل أخطاءها بالعنف والتحدي ولو
اضطر إلى تحكيم قلبه وسعادته . مقابل ذلك غيرتها هي لا تزعجه على الإطلاق
ولا تحول دونه والاهتمام بالنساء الأخريات مع أنه قوي جداً تجاه الإطراء
والغزل , ومن النادر إن لم يكن من المستحيل أن يفقد السيطرة على نفسه في
المواقف العاطفية .
من الطبيعي أن يكون الرجل العقرب أباً صارماً
على الرغم من حبه الشديد لأولاده . فهو لا يسمح بأن يتجاوزوا معه حدود
الأدب والطاعة ولكنه يعلمهم في الوقت نفسه احترام الذات والاعتماد على
النفس . من الجائز أن يتألموا ضمناً بسبب برود مظهره , ولكنهم يُجلــّونه
بكل تأكيد ويثـقون بأقواله وأعماله ثـقة عمياء .
نعود إلى علاقة
هذا الإنسان بزوجته فنجد أنها تــقوم على أساس السيادة من جهته والطاعة من
جهتها . ذلك هو المبدأ الذي لا يحيد عنه في حياته العاطفية . وهي – أي
زوجته – بقبولها ذلك المبدأ تحصل على مميزات لا تـنالها أية امرأة أخرى في
الحب . يكفي أن تعلم أن السعادة والرضى تـُحوّلان زوجها من عقرب سام إلى
نسر عظيم يُحلق في الأجواء لا وحده بل برفقتها دائماً , وأن في استطاعته أن
يُعرّفها إلى أسرار ومفاتن يجهلها جميع الذين يفتـــقرون إلى معدنه وطينته
العظيمتيــن.