أمين الجميّل: لا مصلحة للبنان في إقحام نفسه بالشأن الداخلي السوري

لفت الرئيس أمين الجميّل إلى أنّ موقف "الكتائب اللبنانيّة" من الحكومة هو
موقف معارضة، ليس انقلاباً ولا عصياناً، مشيراً إلى دعم قرارات الحكومة
عندما تصبّ في المصلحة الوطنية.
وأوضح الجميل خلال مقابلةٍ مع صحيفة
"السفير" أنّ "الكتائب" تقود سلسلة اتصالات "بعكس التيار" مع رئيس مجلس
النواب نبيه بري، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس جبهة "النضال الوطني"
وليد جنبلاط بهدف ترطيب أجواء الساحة الداخلية.
أما في شأن الحوار مع
"حزب الله"، فرأى الجميّل أنّ "كل شيء بوقته جيد"، لافتاً إلى أنه لا داعي
لإستباق الامور، والحوار ممكن عندما تنضج الظروف، وتصبح امكانية الوصول إلى
قواسم مشتركة، متاحة، موضحاً أنه من غير المفيد أن يجلس أي فريق الى
الطاولة متمسكاً بموقف عقائدي، لأنه لا يوصل إلى نتيجة، قد تكون نيّته طيبة
لكن الظروف مكبّلة ليديه.
وإعتبر الجميّل أنّ العلاقة مع "التيار
الوطني الحر" لا تتسم بالمؤسساتية، مشيراً إلى أنّ التواصل قائم على هامش
مجلس النواب واللقاءات العامة، والتقاطع حول بعض المشاريع، مستدركاً أنه لا
مشروع لتطويرها بسبب الخلاف الجذري حول مسألة سلاح "حزب الله".
أما
بالنسبة لحلفائه، فيؤكد الجميل أنّ مبادئ 14 آذار تجمع "الكتائب" مع
"القوات اللبنانية"، إلى جانب التفاهمات الانتخابية في بعض النقابات
والجامعات، لكن ذلك لا يلغي وجود "بعض التحفظات التي نسعى إلى تجاوزها من
باب المصلحة المشتركة التي تقتضي التواصل والتعاون بيننا".
وفي الملف
السوري، رأى رئيس الكتائب أنه لا مصلحة للبنان في إقحام نفسه بالشأن
الداخلي السوري، لسبيين، أولهما، "ضبابية أهداف هذا الحراك، وثانيهما، لا
نريد تحويل الثورة السورية إلى صراع لبناني داخلي، إذ بهذه الطريقة نذهب
"بدعس الخيل"، فالقضية أكبر منا، لا سيما أن دعمنا لا يقدّم ولا يؤخر،
علماً بأن حساباتنا مع سوريا أكبر من حسابات بقية القوى".
وحول تصاعد
الموجة الأصوليّة، أعرب الجميّل عن خشية "الكتائب" من هذا الامر، معتبراً
أنه "إذا كنا بصدد الإنتقال من أنظمة ديكتاتورية إلى أنظمة أصولية، فإن
التغيير لن يؤدي مبتغاه"، موضحاً أنّ "الأصوليات هي أيضاً ديكتاتوريات،
لأنها تمارس القمع باسم الله، وهي أخطر من الديكتاتوريات الأخرى".