نيللى كريم: الشارع المصرى غير آمن.. وكل امرأة معرضة للتحرش
٤/ ١/ ٢٠١١
جسدت نيللى كريم شخصية «صبا» فى الفيلم المثير للجدل «٦٧٨» التى تحمل أحاسيس داخلية مقهورة وردود أفعالها لا يمكن أن تكون صريحة مثل باقى شخصيات الفيلم، اللاتى تعرضن للتحرش واتخذن أساليب واضحة فى الرد على نتائج التحرش.
نيللى كريم تحدثت عن خطورة قضية التحرش وتأثيراتها المدمرة على المجتمع، وجرأة الفيلم فى تناولها، ورد فعل الجمهور.
■ لماذا قبلت الاشتراك فى فيلم بهذه الجرأة؟
- عرض على المؤلف والمخرج محمد دياب السيناريو وأعجبت بالفكرة والتناول، لأنى شعرت بعمق الموضوع وحساسية القضية بالنسبة لكل امرأة فى المجتمع، وتحمست جداً لأن أكون عنصرا فى أول فيلم يطرح هذه القضية لأن هذا هو دور الفنان تجاه مجتمعه وجمهوره، وما شجعنى أكثر، أن الفيلم لا يحتوى على أى مشهد خادش للحياء بالنسبة للجمهور أو للممثلين، وهذه معادلة صعبة جداً، أن تستطيع توصيل الهدف دون اللجوء لكلمات أو مشاهد بها ملامسة، وعموما، فالفيلم طرح الظاهرة بشكل فنى من الخارج أى عرضها دون الغوص فى تفاصيل مخجلة تسبب الحرج للجمهور أو الممثلة.
■ لكن ألم تخش رد الفعل العنيف، الذى صاحب الفيلم منذ بداية تصويره وحتى بعد عرضه؟
- أى فيلم يتناول قضية لابد أن يحدث رد فعل بحجم حساسية القضية وقوتها ومدى عمقها فى المجتمع، وكنت متأكدة من أن الفيلم سيثير جدلاً كبيراً على كل المستويات، وهذا لم يزعجنى على الإطلاق، بالعكس، سعدت جداً به، وبأن الفيلم أصبح حديث الناس لأنه صرخة قوية فى وجه ظاهرة قد تؤدى إلى كوارث حقيقية وترفع مستوى العنف.
■ إلى أى مدى تشعرين بهذه الظاهرة وكيف تصفين خطورتها؟
- الظاهرة، للأسف، موجودة بأشكال مختلفة، وبنسب متفاوتة، وفى كل الطبقات، فكل امرأة يمكن أن تتعرض للتحرش اللفظى أو الفعلى، وهذا يعكس حالة من عدم الأمان فى الشارع المصرى وفى وسائل المواصلات، وأماكن التجمعات، وإذا حاولت كل فتاة أو امرأة أن ترد على أى متحرش سواء بالألفاظ أو بالطرق العنيفة كما جاء بالفيلم، سينقلب المجتمع إلى غابة وسيزيد مستوى العنف ومعدلات الجريمة.
■ الفيلم يتعرض لثلاث سيدات ينتمين لطبقات اجتماعية مختلفة، لماذا اخترت شخصية «صبا» تحديدا؟
- بشرى كانت موجودة منذ بداية الفيلم فى دور «فايزة»، وبصراحة رغم قوة هذا الدور فإننى قدمت شخصية المحجبة فى فيلم «واحد صفر»، لذلك فالشخصية جديدة بالنسبة لبشرى لكن ليست جديدة بالنسبة لى، لذلك لم أفكر فيها على الإطلاق، وعرض على محمد دياب شخصيتى «نيللى» و«صبا»، ولم أجد نفسى فى شخصية «نيللى» لأنها «بنوتة» صغيرة، وتناسب ممثلة أصغر منى سنا، أما «صبا» فهى امرأة ناضجة وأنا لم أجسد هذه النوعية من قبل، وأعجبت جدا بخطها الدرامى، لأنها تركيبة صعبة فنيا، فهى فتاة من طبقة متوسطة وتتعرض للتحرش، فيتركها زوجها وتعانى من الآلام النفسية، وهذا يدمر العلاقة بينهما حتى تطلب الطلاق، وهذه المشاعر المكتومة والثائرة فى نفس الوقت، استفزتنى جداً، خاصة أننى لم أقدم هذا الدور من قبل، حيث يتطلب عمقاً فى الأداء وفى نفس الوقت انفعالاً خارجياً شديد البساطة.
■ سبق أن صرحت بأنك لن تتعاملى مع مخرجين جدد، لماذا وافقت على العمل مع محمد دياب؟
- محمد دياب مخرج جيد وكاتب محترف، وقد راجعنا السيناريو وجلسنا أوقاتاً طويلة على السيناريو والتفاصيل الدقيقة، لذلك شعرت باطمئنان شديد، لأن العمل إذا كان محكماً فى الكتابة، والمخرج على قدر من الموهبة، وتم اختيار عناصر العمل بدقة فهذا يعنى أن معظم العناصر متوفرة لنجاح العمل.
■ الفيلم حقق نجاحاً جماهيرياً ونقدياً وحصل على جوائز من مهرجان دبى، فهل تعتقدين أنه أفاد القضية؟
- طالما الفيلم حقق هذا النجاح، ولمس الواقع، وتحدث عنه الناس بهذه القوة، فهذا يعنى أنه حقق معظم الأهداف المطلوبة منه، لكن لا أعلم هل انخفضت نسبة التحرش أم لا، وبكل تأكيد هناك خوف حدث لأولئك المتحرشين، ويكفى أنهم عرفوا أن المجتمع يراهم ولم يعد الموضوع مجرد ظاهرة خفية مسكوت عليها، ويجب التاكيد على أن دور الفن هو عرض المشكلة وليس حلها.